الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين **
قوله: في (اللو). دخلت (أل) على (لو) وهي لا تدخل إلا على الأسماء، قال ابن مالك: لأن المقصود بها اللفظ، أي: باب ما جاء في هذا اللفظ. والمؤلف رحمه الله جعل الترجمة مفتوحة ولم يجزم بشيء، لأن (لو) تستعمل على عدة أوجه: الوجه الأول: أن تستعمل في الاعتراض على الشرع، وهذا محرم، قال تعالى: الثاني: أن تستعمل في الاعتراض على القدر، وهذا محرم أيضا، قال الله تعالى: الثالث: أن تستعمل للندم والتحسر، وهذا محرم أيضا، لأن كل شيء يفتح الندم عليك فإنه منهي عنه، لأن الندم يكسب النفس حزنا وانقباضا، والله يريد من أن نكون في انشراح وانبساط، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: مثال ذلك: رجل حرص أن يشتري شيئا يظن أن فيه ربحا فخسر، فقال: لو أني ما اشتريته ما حصل لي من خسارة، فهذا ندم وتحسر، ويقع كثيرا، وقد نهي عنه. الرابع: أن تستعمل في الاحتجاج بالقدر على المعصية، كقول المشركين: الخامس: أن تستعمل في التمني، وحكمه حسب المتمني: إن كان خيرا فخير، وإن كان شرا فشر، وفي الحديث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في قصة النفر الأربعة قال أحدهم: (لو أن لي مالا لعمات بعمل فلان) فهذ تمني خيرا، وقال الثاني: (لو أن لى مالا لعملت بعمل فلان)، فهذا تمني شرا. فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الأول: (فهو بنيته، فأجرهما سواء)، وقال في الثاني: السادس: أن تستعمل في الخبر المحض. وهذا جائز، مثل: لو حضرت الدرس لاستفدت، ومنه قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: وهذا ظاهر لي: وبعضهم قال: إنه من باب التمني، كأنه قال: ليتني استقبلت من أمري ما استدبرت حتى لا أسوق الهدى. لكن الظاهر: أنه لما رأى من أصحابه، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يتمنى شيئا قدر الله خلافه. وقد ذكر المؤلف في هذا البيت آيتين: * الآية الأولى قوله تعالى: (يقولون). الضمير للمنافقين. قوله: (ما قتلنا). أي: ما قتل بعضنا، لأنهم لم يقتلوا كلهم، ولأن المقتول لا يقول. قوله: قوله: (ها هنا). أي: في أُحد. قوله: وقوله: وقولهم: قوله: (وقعدوا). الواو إما أن تكون عاطفة والجملة معطوفة على (قالوا)، ويكون وصف هؤلاء بأمرين: - بالاعتراض على القدر بقولهم: - وبالجبن عن تنفيذ الشرع (الجهاد) بقولهم: (وقعدوا)، أو تكون الواو للحال والجملة حالية على تقدير (قد)، أي: والحال أنهم قد قعدوا، ففيه توبيخ لهم حيث قالوا مع قعودهم، ولو كان فيهم خير لخرجوا مع الناس، لكن فيهم الاعتراض على المؤمنين وعلى قضاء الله وقدره. قوله: (لإخوانهم). قيل: في النسب لا في الدين، وقيل في الدين ظاهرا، لأن المنافقين يتظاهرون بالإسلام، ولو قيل لهم: إنه شامل للأمرين، لكان صحيحا. قوله: فهذه الآية والتي قبلها تدل على أن الإنسان محكوم بقدر الله كما أنه يجب أن يكون محكوما بشرع الله.
|